“الذراري الحمر” يحصد التانيت الذهبي في اختتام الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية 2024

21 ديسمبر 2024
ايام قرطاج السينمائية دورة 35
قاعة الاوبرا تونس


اختتام الدورة , “الذراري الحمر” للطفي عاشور مسابقة الفليم الروائي الطويل أيام قرطاج السينمائية 2024 كانت له جائزة نقابة الصحفيين التونسيين لسينما المقاومة و قال جمهور أيام قرطاج السينمائية كلمته و تحصل علي جائزة الجمهور و كان التتوج بالتانيت الذهبي 🏆
“الذراري الحمر ” للمخرج لطفي عاشور وشارك في إنتاج أنيسة داود، و بعد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في المسابقة الرسمية، تم عرض هذا الفيلم الروائي لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبعد اختياره في العديد من المهرجانات المرموقة، بما في ذلك “لوكارنو” باطاليا فاز أيضًا بجائزة الجمهور في مهرجان Vancouver. وهذه البرمجة الدولية تدل على أهمية هذا عمل المستوحى من دراما حقيقية. بعد العرض يوم الأربعاء 18 ديسمبر 2024 ، تحدث لطفي عاشور مستذكراً أن فيلم مستوحى من حدث مأساوي وقع في تونس عام 2015 و كما أوضح المخرج هذا الاختيار الفن على الجانب الانساني .
فمن المشاهد الأولى، حيث نكتشف مراهقين يلعبان ، تتوالى الذكريات ويخيم الخوف. تستحضر هذه الصور بقوة اغتيال مبروك سلطاني، الراعي الشاب الذي قطع الإرهابيون رأسه في جبل مغيلة. هذه الجريمة روعت تونس، لا سيما بسبب التفاصيل المروعة التي أحاطت بها: رأس الصبي الصغير، الذي أُرسل إلى عائلته في كيس بلاستيكي، بقي في الثلاجة لمدة يومين. “الذراري الحمر”لا يروي هذه الدراما فحسب، بل يجعله انعكاسًا للصدمة والذاكرة الجماعية .
يبدأ الفيلم بمناظر طبيعية جبلية خلابة. تلتقط كاميرا لطفي عاشور عظمة المكان اللقطات الأولى، المغمورة بالضوء الطبيعي، تصور مشهدًا حيث الطبيعة منتشرة في كل مكان. لكن هذه الطبيعة، رغم سموها، تخفي قسوة عنيدة: فالجبال مليئة بالألغام، وعزلتها تجعلها مرتعًا للرعب يظهر الرعاة الصغار “أشرف” و “نزار” كشخصيتين بريئتين. إن ضحكهم الخالي من الهمو وتواصلهم مع الطبيعة يشكل تناقضًا صارخًا مع التهديد غير المرئي الذي يلوح في الأفق.
تركز القصة على أشرف، ابن عم نزار، الذي يُكلف بإعادة رأس ابن عمه إلى عائلته. هذه الرحلة هي عمل من أجل البقاء ومواجهة للرعب. بعد الصدمة يجد أشرف ملاذًا في مخيلته، وهي آلية دفاع يستكشفها الفيلم بحساسية كبيرة. يجمع لطفي عاشور بمهارة بين الواقعية والحلم و أهمية الخيال في عملية الصمود في مواجهة الصدمات.
لا يقتصر فيلم على رواية قصة شخصية: إن سلبية السلطات في مواجهة هذه الجريمة البشعة و لمدة يومين لم يحدث أي تدخل من قبل الشرطة. وكان لأفراد الأسرة هم الذين اضطروا للذهاب إلى الجبل بأنفسهم لاستعادة جثة نزار المهجورة.
يعد اختيار طاقم الممثلين المكون من المحترفين: لطيفة قفصي صالحة نصراوي نورالدين الهمامي منير خزري ريان القروي …و الغير المحترفين إحدى نقاط القوة في الفيلم. علي هليلي (أشرف)، ياسين السموني (نزار)، وعريض دبيبي (رحمة) يلعبون أدوارهم بإخلاص . وكشف لطفي عاشور أنه تم اختيار هؤلاء الممثلين الشباب بعد أشهر من التدريب وورش اختيار الممثلين. علي هليلي، على وجه الخصوص، أعجب بفهمه الغريزي لشخصية أشرف.
اختيار الكاف لتصوير لأن في المغيلة هناك نقص البنية التحتية و المنطقة عسكرية جعل هذا المشروع مستحيلا. لذلك تم التصوير في معتمدية التاجروين التي تذكرنا مناظرها الجبلية بمناظر جبل مغيلة.
اختيار الاسم “الذراري الحمر” الذراري في اللغة تونسية تعني الطفل و برائته و الحمر الدم الصمود و القوة.
مبروك لي كل طاقم الفليم
-تقرير : لمياء الكوكي
-تصوير : فضة المحفوظي

5 1 التصويت
تقييم المقال
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
الردود الداخلية
عرض جميع التعليقات

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار

حالة الطقس

تونس
00:32, 27/12/2024
temperature icon 12°C
غيوم متناثرة
Humidity 46 %
Pressure 1026 mb
Wind 9 Km/h

استطلاعات الرأي

ما هو رأيك في قرار وزارة العدل اتخاذ إجراءات قانونية لتصدي لظاهرة " المحتويات المنافية للآداب العامة " على تيك توك و انستغرام ؟